“بيوت الطين”.. شواهد تراثية تروي قصص الأجداد

0
2

تُمثل “البيوت الطينية” التراثية جزءًا مهمًا من هوية سكان منطقة القصيم وثقافتهم، إذ إنها ليست مجرد مبانٍ قديمة، بل الشواهد الحية على تاريخ الأجداد وإحدى الوسائل لفهم أسلوب حياتهم وطريقة عيشهم في الماضي، فحينما تكون في وسط فنائها تستطيع أن تنغمس في تلك الأيام القديمة التي تُجسد الأعراف الماضية والعادات الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك الفترة.
ومن شوق الحنين للعودة إلى الماضي الجميل من خلال “بيوت الطين”، اهتم الكثيرون بالتراث والاعتزاز بهذه البيوت القديمة، والسعي لإحيائها وإعادة ترميمها، وتسويق وتحفيز من حوله إلى زيادة الوعي بأهمية المحافظة على الإرث التاريخي الذي تحكيه هذه المباني السكنية التي شُيّدت في الفترات الزمنية الماضية باستخدام مواد البناء من ذوات طبيعة الأرض عبر التقنيات التقليدية.

البيوت التراثية

وتختلف تصاميم البيوت التراثية بحسب البيئة الجغرافية المتنوعة في طبيعة المملكة مترامية الأطراف، فهناك البيوت الطينية في المناطق الوسطى والصحراوية، والبيوت الحجرية في المناطق الجبلية، والبيوت المبنية من سعف النخيل أو الخشب في المناطق الساحلية.
وتتميز “البيوت الطينية” بالانسجام مع البيئة الصحراوية والمنطقة الوسطى، حيث إنها صُممت لتتناسب مع طبيعة المناخ المحلي، مثل: الأسقف العالية والنوافذ الصغيرة للتهوية والعزل الحراري من خلال مواد البناء الطبيعية، مثل: الطين، وشجر الأثل، والحجارة، وسعف النخيل، وإضفاء الطابع الجمالي من الزخارف والنقوش النجدية اليدوية على الجدران والأبواب والنوافذ، التي تعكس الذوق الفني الرفيع لتلك الحقبة الزمنية.

يؤكد مع أحد أصحاب البيوت الطينية والمهتم في التراث، أن البيوت الطينية تُمثل الذاكرة المكانية والثقافية للمجتمع في منطقة القصيم، التي تحمل بين جدرانها القصص والحكايات المعبرة عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي عاشها الآباء والأجداد، إذ إنها تجسد العمق التاريخي للانتماء للأرض، وتُبرز تكيف الإنسان في توظيف المواد الطبيعية لبيئته في بناء المساكن التي تلائم تضاريس المنطقة ومناخها.
ويشدد على أهمية تكثيف الجهود من أصحاب البيوت القديمة في الحفاظ على هذه المباني التاريخية وترميمها بأساليب تظهر هويتها المعمارية، مشيرًا إلى أن صون هذا الإرث يُسهم في دعم التنمية السياحية، ويُشكل مصدر الإلهام للمعماريين المعاصرين في ابتكار عناصر التصميم التقليدي ودمجها في المشاريع الحديثة، لأنها هي الجزء الذي لا يتجزأ من روح الماضي وذاكرة الأمس، وتمثل الجسر الرابط بين الأجيال، الذي يعزز لديهم الفخر بالتاريخ والهوية الوطنية، ويجعل أبناء المستقبل أكثر وعيًا بجذوره.

Disclaimer : This story is auto aggregated by a computer programme and has not been created or edited by DOWNTHENEWS. Publisher: alyaum.com