مختص لـ “اليوم”: “الحياة في البر” ليست ترفًا بيئيًا بل ركيزة للأمن الغذائي

0
3

أكد المستشار الدولي للتنمية المستدامة، الدكتور معتوق الشريف، أن الهدف الخامس عشر من أهداف التنمية المستدامة المعني بـ «الحياة في البر» يمثل العصب الرئيسي والمحور الجامع لبقية الأهداف الأممية، محذراً من التعامل معه كملف بيئي معزول، نظراً لارتباطه العضوي والمباشر بمنظومة الأمن الغذائي، والصحة العامة، واستقرار الاقتصاد، وجودة حياة المجتمعات.
وأوضح الشريف أن حماية النظم البيئية البرية وصونها تُعد نقطة الارتكاز الحقيقية لأي جهود رامية إلى القضاء على الفقر والجوع، إذ لا يمكن تحقيق رفاهية الإنسان أو تعزيز صحته بمعزل عن سلامة الأرض التي يعيش عليها.
ولفت إلى أن الاهتمام ببيئة البر يتقاطع بشكل مباشر مع ملفات التعليم والوعي، ويسهم بفاعلية في تمكين المجتمعات المحلية اقتصادياً واجتماعياً، علاوة على دوره الحاسم في التصدي لتحديات التغير المناخي وبناء مدن مرنة ومستدامة.

215

د معتوق الشريف

مستهدفات رؤية المملكة 2030

وربط المستشار الدولي بين هذه الأهداف العالمية ومستهدفات «رؤية المملكة 2030» الطموحة، التي تبنت نهج التنمية الشاملة ووضعت حماية البيئة في صلب برامجها الوطنية، مما جعل التوازن بين النمو الاقتصادي وصون الموارد الطبيعية واقعاً ملموساً.
واستشهد بمبادرات المملكة الريادية، وفي مقدمتها «مبادرة السعودية الخضراء»، ومشاريع التوسع في الغطاء النباتي وحماية المحميات الطبيعية، كأدلة عملية على التزام المملكة بتحقيق هذا التوازن الدقيق الذي يرتقي بجودة الحياة.
وفي ظل اعتدال الأجواء ودخول موسم الشتاء الذي يشهد إقبالاً كثيفاً على ”الكشتات“ والرحلات البرية، دعا الشريف إلى ضرورة تفعيل حملات تطوعية منظمة تستهدف تنظيف المتنزهات وإعادة تأهيل المواقع المتضررة لضمان استدامتها.

زراعة النباتات المحلية

وشدد على أهمية زراعة النباتات المحلية وتعزيز الحملات الإعلامية التوعوية التي تغرس السلوك البيئي المسؤول، وتنشر ثقافة الاستمتاع الواعي بالطبيعة دون الإضرار بمكوناتها الفطرية.
ووجه رسالة مباشرة ومكثفة لهواة الرحلات البرية والمتنزهين، معتبراً أن حماية البيئة تبدأ من الممارسات الفردية البسيطة التي تعكس حس «المواطنة البيئية» لدى الفرد.
وطالب المتنزهين بضرورة الحفاظ الصارم على الغطاء النباتي، وتجنب إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها، والامتناع التام عن ترك المخلفات أو العبث بالحياة الفطرية في مواقع التخييم.
واختتم الشريف حديثه بالتأكيد على أن الهدف الخامس عشر هو البوابة الرئيسية التي تعبر منها جميع أهداف التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن حماية البر هي في الجوهر حماية للإنسان واقتصاده، وتتطلب تكاتفاً بين العمل التطوعي والوعي المجتمعي لتحويل الرؤى الوطنية إلى أثر مستدام.

Disclaimer : This story is auto aggregated by a computer programme and has not been created or edited by DOWNTHENEWS. Publisher: alyaum.com